الشخصية العصبية

10:42 م

الشخصية العصبية :

يتحوّل الفرد إلى شخص عصبيّ نتيجةً للضغط الذي يتعرّض له، وعدم قدرته على الردّ على الإساءات الموجّهة إليه. وهذا التّوتر العصبيّ الذي يمرّ به الإنسان بصورة يوميّة من الممكن أن يسبّب له شعوراً بالصّداع في الرّأس، أو إرهاق في عضلات الجسم.  العُصاب هو مرض نفسى يتسبب فى حدوث خلل بشخصية الإنسان، فهو يفسر علميا بأنه اضطراب فى الانفعالات النفسية، وهو أكثر إصابة للإناث أكثر منه للذكور، وهذا المرض يأتى على عدة أنواع يسبق كل نوع كلمة “عصاب” حيث يوجد عصاب القلق، التفكك، الاكتئاب، الوسواس القهرى والهستيريا، والمصابون بهذا المرض تتسم شخصياتهم بسمات إيجابية هامة، حيث يهتمون بمظهرهم ويألفون العلاج سعيا للشفاء إلى أنهم يكونوا أكثر أنانية، إلى جانب العديد من السمات السلبية والتى تتمثل فى:
– عدم القدرة على تحمل الضغوط
– القلق والتوتر
– الاتكالية على الآخرين
– لا يقدرون أنفسهم بما يستحقون، بل إنهم دائما يرون أنهم غير أكفاء مع الآخرين
– لا يمتلكون القدرة على تحقيق آمالهم وأهدافهم
– الخوف الزائد من افتقاد الأمان
– لا يملكون الرؤية الكاملة للمواقف
– ردود أفعال هؤلاء الأشخاص لا يتناسب مع الفعل الذى استقبلوه
– الإحساس الدائم بعدم الرضا
– عدم القدرة على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة
ومن ثم فإن هذه السلوكيات السلبية تقود الإنسان العصابى إلى مناطق عدم التوافق النفسى فى كل تحركاته وعلاقاته.
الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعاً عندما نتحدث عن
الشخص العصبي أننا كأقرباء وأصدقاء لهذا الشخص العصبي نصنع أكثر من 50% من عصبيته.
قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك ؟ وهو الذي ينفجر غضباً ولأتفه الأسباب في أحيان كثيرة ؟
الإجابة عن ذلك في منتهى البساطة. إننا لا نفتأ نذكر دائماً أمامه بأنك ( عصبي.. عصبي.. عصبي )
بمناسبة و غير مناسبة، حتى يصبح من روتينه اليومي أن
يسمع هذه الكلمة، وإذا لم نستخدم هذه الكلمة بعينها استخدمنا جملاً أخرى
مثل: ( أنت سريع الانفعال ) ( لن أتحدث في هذا الموضوع حتى لا تنفعل ) وما
إلى هذه الجمل والعبارات التي تصف هذا الشخص بالعصبية فمَ الذي يحدث ؟ إنه
يصبح دائما على حافة الانفجار مهيأً لكي ينفجر. فكل إعداده يقول: إنه عصبي
غير قادر على التعامل مع الضغوط فلماذا يحاول أن يتحكم في أعصابه مادام
الجميع يعلم عنه هذه العصبية، فلا حاجة للمحاولة لأنها ستكون غير مجدية
قطعاً ( فأنا عصبي هكذا أعرف عن نفسي وهكذا يخبرني الجميع _ سأحاول وسأفشل
فلا داعي للمحاولة إذن فأنا عصبي ولا أجيد من الفنون إلا الانفجار فلن
أحاول بل سأدع مشاعري تنفجر فهذا ما أجيد !! ).
وهكذا نكون قد صنعنا الـ 50% من عصبية هذا الشخص عندما جعلناه مهيئا ذهنياً
للانفجار، ولذا فإن الخطوة الأولى للتعامل مع هذا الشخص العصبي هي ألا
نجعله في هذا الوضع الذهني السلبي. وذلك بكل بساطة بالامتناع عن ذكر طبيعته
العصبية أمامه باستمرار بل من الأفضل أن نتعلم كيف نمتنع عن استخدام هذه
الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال, عندها نكون قد تخطينا الـ50% من
المشكلة, وبقي النصف الآخر الذي سنتعرف على كيفية التعامل معه في الموضوع,
وقد أجريت عدة تجارب في المعاهد المتخصصة تثبت أن مجرد الإيحاءات والكلمات
يمكن أن تصنع نمط الشخصية التي أمامنا, والعجيب أن جميع الدراسات تؤكد أن
هذا التأثير الخارجي في تصرفات الإنسان مستمر على الدوام, وهكذا فإن كلمة (أنت عصبي )
قد تكون كافية لإحداث تأثير مباشر على تصرفات الشخص الذي أمامنا.
التعامل مع سريعي الانفعال:
أما الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الشخص سريع الانفعال
فهي:
* عدم الاستمرار في مناقشة الموضوع نفسه عندما تبدأ ظواهر الانفعال في
الظهور لديه, وهذا لا يعني إطلاقا أن نقبل كل ما يصدر عنه رغبة في تجنب
انفعاله, ولكن المقصود هنا إرجاء المناقشة لوقت آخر.
* معرفة الوسيلة التي يفضلها في النقاش, فهؤلاء الأشخاص – في الغالب – لا
يفضلون سياسة الأمر الواقع, والتي هي أصلا عادة سيئة في الحياة الزوجية,
ولكنها غالبا ما تكون تحت تأثيرات أكثر سلبية مع الأشخاص الانفعاليين.
* لا يجب أن ننفعل مع انفعاله فهذا يزيد الأمر سوءا
* اختيار الأوقات المناسبة للنقاش, فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من
أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء, ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم
القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار.
بهذه الأمور البسيطة نستطيع – بإذن الله – التخلص من العصبية المقيتة التي
يمكنها أن تهدم, ويستحيل معها أن تبني شيئا خاصا فيما يتعلق بالعلاقات
الأسرية


كيف تتعامل مع الشخص العصبي ؟



التعامل مع الشخصية العصبية يحتاج إلى التحلي بالصبر وطول البال، والإنصات إلى حديثه وعدم إظهار أي سخرية أو اعتراض على كلامه لأن ذلك يجعله يغضب، ولكن يجب الاستماع إلى آرائه وأفكاره حتى النهاية واختيار الوقت المناسب لمناقشته فيها، وخلال المناقشة يجب استخدام بعض الكلمات التي تدل على مدى ذكائه ومهاراته، يجب أن يكون لديك قدرة على فهم تعابير وملامح الوجه فإذا شعرت بأن ملامح وجه تغيرت وبدأ في ظهور علامات الغضب أو شدة يجب إنهاء الحوار بينكما، وفي حالة غضبه يجب تدارك الغضب والتوقف عن الجدال، كما يجب ضبط النفس والتنازل عن بعض الآراء لتفادي غضبه،الهدوء والتماسك ضروري جدا في هذا الوقت، فالتوتر والقلق وكثرة الكلام والحركة والبكاء كل تلك الأمور تزيد من غضبه.




آثار العصبية الزائدة على الشخص :


العصبية الزائدة تجعل الشخص غير محبوب بين زملائه في العمل كما أنها تسبب العديد من 
المشاكل الزوجية   كما أنها تجعل الشخص يشعر بالوحدة والعزلة نتيجة ابتعاد الناس عنه بسبب عصبيته، مما يؤثر على نفسيته وتسبب له أضرار نفسية قد تجعله عرضة للإصابة بالانهيار العصبي بعد فترة من الوقت، وفي حالة وصولة لهذه الدرجة يصبح غير قادر على العمل أو أداء وظائفه ونشاطه اليومي، ويبدأ يعانى من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب الذي يجعل الشخص يفقد الرغبة في الحياة،إلى جانب التوتر والقلق الدائم الذي ينعكس على صحته بشكل عام، فقد يصاب الشخص بمرض الضغط نتيجة هذا القلق،كما أنها تجعل الشخص يفقد اهتمامه بتلك الأشياء التي كان يحبها من قبل مثل العمل والأهل والأصدقاء، ويلجأ الشخص إلى بعض العادات مثل النوم لساعات طويلة والجلوس فترات طويلة أمام التلفاز والإنترنت للهروب من الحياة ووصول الشخص لهذه المرحلة تدل على أنه أصبح غير قادر على الضغوط التي تحاصره وأنه أصبح مصاب بالتوتر والقلق الدائم.





كيف تتخلص من العصبية الزائدة ؟

كيف تتخلص من العصبية الزائدة اذاً انت تسأل ؟!!!… حسناً، يجب أن يعترف الشخص العصبي أن العصبية الزائدة صفة سلبية يجب التخلص منها، وإدراك العواقب الكثيرة المترتبة على تلك العصبية، وأن يكون لديه رغبة وإرادة قوية تساعده على التخلص منها وأن يصبح شخص طبيعي، وبعد ذلك يبدأ الشخص في البحث عن الأسباب التي تجعله عصبي والعمل على التخلص من تلك المشكلات، فقد يكون الشخص عصبي نتيجة عدم قدرته على الوصول إلى أهدافه أو تحقيق ما يتمناه، وفي هذه الحالة يجب على الشخص
تحديد الأهداف التي يسعى إلى الوصول إليها ووضع خطة لتحقيها، حتى يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي والاسترخاء، كما يجب التخلص من الرغبة المستمرة في الهيمنة والسيطرة على الآخرين والسماع إلى رأيك فقط وإجبارهم على تنفيذ تعليماتك، فمن الضروري التحدث مع الآخرين والتشاور معهم والأخذ برأيهم فالحياة مشاركة ،لا تجعل بعض الأمور التافهة تعكر مزاجك وتثير غضبك مثل تأخر القطار أو زحمة المرور ،كما عليك الابتعاد عن الأشخاص الذين يثيرون غضبك ولا تعطى لهم أهمية، أعطى نفسك وقتك كافية من الراحة للتخلص من الإجهاد والتعب ومكافأة نفسك بعد كل عمل عظيم تقوم به، لا تتوقع المثالية والكمال ممن حولك فلا يوجد شخص كامل، وتعامل مع الناس على أن بهم بعض العيوب التي عليك تحملها





0 التعليقات