مفاهيم تقدير الذات

7:56 م






مفاهيم تقدير الذات


يعتبر تقدير الذات من أهم المفاهيم وأكثرها انتشارا في الآونة الأخيرة
فمنذ سنوات عديدة والباحثون النفسيون والاجتماعيون مهتمون بدراسة النظريات المرتبطة بالذات، فمفهوم تقدير الذات يمثل ظاهرة سلوكية يفترض أنها قابلة للقياس، وبالتالي فإنه يمكن معالجتها وتناولها بطريقة علمية ويترتب على ذلك أنه يمكن قبول أو رفض أي من جوانبها أو صفاتها
فتقدير الذات والشعور بها من أهم الخبرات السيكولوجية للإنسان
فإذا نظرنا إلى مفهوم تقدير الذات باعتباره مفهوما سيكولوجيا نجد أنه يتضمن العديد من أساليب السلوك فضلا عن ارتباطه بمتغيرات متباينة منها: الاعتماد على الذات، مشاعر الثقة بالنفس، إحساس المرء بكفاءته، تقبل الخبرات الجديدة، والابتعاد عن السلوك العدواني والإدمان

إذن تقدير الذات هو موقف داخلي يقوم على القول أن للفرد قيمة، وأنه متفرد وذو أهمية. فهو معرفتنا لذواتنا وحبنا لها، كما هي بإيجابياتها وسلبياتها

وهو في شموليته تقويم عام لقيمة الشخص نفسه، أي درجة تحقيقه لذاته، ويعتبر تقدير الذات في الوقت نفسه ناتج البناء النفسي للفرد وإنتاج النشاط المعرفي والاجتماعي. بالتالي فإن تقدير الذات هو بناء متتالي لا يولد مع الشخص بل يتطور وفق سيرورة دينامية، ومتواصلة، وهو بعد أساسي في بناء الشخصية فهو بمثابة الوعي بقيمة الأنا


وهو نتاج الأحكام الاجتماعية، وكيف يرى الآخر الفرد أي أن تقدير الذات هنا بمثابة المرآة الاجتماعية، ويعني هذا أن نظرة الآخر هي التي تعكس تقدير الفرد لذاته

تعتبر دراسة تقدير الذات من الموضوعات الهامة التي ما تزال تتصدر المراكز الأولى في البحوث النفسية. كما حفل التراث السيكولوجي بدراسات عديدة تناولت تقدير الذات  باعتباره مفهوما سيكولوجيا يتضمن العديد من أساليب السلوك

وهو يعنى به مقدار الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه، هل هي عالية أم منخفضة.
و تقدير الذات لا يولد مع الإنسان، بل هو مكتسب من تجاربه في الحياة وطريقة رد فعله تجاه التحديات والمشكلات في حياته. وسن الطفولة هام جدا لأنه يشكل نظرة الطفل لنفسه، فوجب التعامل مع الأطفال بكل الحب والتشجيع، وتكليفهم بمهمات يستطيعون إنجازها فتكسبهم تقديرا وثقة في أنفسهم، وكذلك المراهقين


لا يجب الخلط بين تقدير الذات و  الثقة بالنفس ‘ فإن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات، وبالتالي من لا يملك تقديرا لذاته فإنه يفتقد الثقة بالنفس كذلك.
وضعف تقدير الذات ينمو بسبب كثرة الهروب من مواجهة مشكلاتنا وجروحنا الداخلية، وتغطيتها وعدم الرغبة في إثارة الحديث عنها. والحل يكمن في مواجهتها ومعالجتها بسرعة، ولكن هذا يتطلب شجاعة في أن يعترف الإنسان بأخطائه وبعيوب نفسه، لذلك كانت المهمة الأولى في معالجة نقص تقدير الذات هي رفع مستوى الشجاعة عند الشخص ليواجه عيوبه ويعمل على حلها. ورفع مستوى الشجاعة يكون بالحديث الإيجابي للنفس بأنها غالية وعزيزة ولها قدر عالي عند صاحبها، كأن يقول:" أنا أقدر نفسي، أنا أحب نفسي وهي رائعة وتستحق كل الخير وأفضل الموجود دائما". وبالتالي فإن حبها وحب الخير لها يدعوان بالتأكيد إلى تخليصها من أي شوائب أو عيوب قد تنقص من قدرها أو تضعفها.

ويرى بعض الباحثين أن تقدير الذات ليس واحدا متفردا، بل هو مجموع تقديرات الذات في مختلف ميادين الحياة، حيث يمكن أن نجد شخص ذو تقدير ذات جيد في الميدان المهني وتقديرا للذات أضعف في ميادين الحياة العاطفية. إلا أن هذه التقديرات لها علاقة فيما بينها، فالنجاح أو الفشل في ميدان معين، قد يأثر على ميادين أخرى، وقد يعطي هذا النجاح دفعة قوية لتقدير الذات العام.
كما أن تقدير الذات قد يكون ثابتا أو متغيرا وقويا أو ضعيفا ، وذلك حسب الظروف النفسية والاجتماعية التي يعيشها ويصادفها الفرد



ـ مفاهيم قريبة من تقدير الذات:
غالبا ما نجد في الأدبيات السيكولوجية مفاهيم تستعمل كمرادفات لمفهوم تقدير الذات ونذكر على سبيل المثال، الوعي بالذات، مفهوم الذات، إدراك الذات، تمثل الذات، صورة الذات. إلا أن هذه المفاهيم هدفها هو تعريف الذات من خلال بنائها السيكولوجي المعقد. وسنعرض لهذه المفاهيم بشكل موجز وكما يلي:
1- الوعي بالذات:
هو مجموعة من السيرورات السيكولوجية التي تسمح لمجموعة من الظواهر، إحساسات ، رغبات، مخاوف...إلخ، أن تنظم داخل مجموعة تدعى "بالأنا"
2- إدراك الذات:
ويطلق على مجموعة من المكانيزمات التي تستخدم عند إدراك موضوع ما،سواء كان إدراكا بصريا أو حسيا أو حركيا
3- مفهوم الذات:
هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات، يبلوره الفرد، تعبيرا نفسيا لذاته
4- الهوية الشخصية:
هي ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد، ويمكن اعتبارها نظام تمثلات وإحساسات الذات.فهي تبعث بإحساس الفردانية وتميز الشخص واستمرارية الذات، حيث أن هذا النظام غير معطى وغير ثابت لأن الهوية تتطور وتتحول على مدى الحياة
5- صورة الذات:
يرى  أن صورة الذات هي مجموعة الأفكار التي يحملها الفرد حول ذاته وتضم دوره ( المهني، الاجتماعي...) وأوجه تمييزه وشكله الجسمي. هذه الصورة الخاصة تكون خصائص الفرد والتي يتأثر بها بشكل أقل أو أكثر وعيا ويتم استدخالها تدريجيا لتصبح مكونا من مكونات "الأنا"




0 التعليقات