نظريات تقدير الذات

8:13 م

نظريات تقدير الذات:


وقد اقتراح العديد من النظريات المتعلقة بتقدير الذات والتي تعد اساس من اساسيات حاجة و دافعه. فقد ذكر العالم النفس الأمريكي ابراهام ماسلو تقدير الذات من ضمن سلم الحاجيات. وصفه شكلين مختلفين من الذات : ضرورة الاحترام من قبل الآخرين، والحاجة إلى احترام الذات أو احترام الذات الداخلية
الاحترام من قبل الآخرين ينطوي على الاعتراف أو القبول، والوضع، والتقدير، وكان يعتقد أن تكون أكثر هشاشة وخسر من الداخلية واحترام الذات بسهولة. وفقا لماسلو، دون وفاء للحاجة احترام الذات، وسوف تكون مدفوعة الأفراد يبحثون عنها وغير قادر على النمو والحصول على الذات
 وتوجد عدة نظريات تناولت تقدير الذات من حيث نشأته، ونموه وأثره على سلوك الفرد بشكل عام وتختلف تلك النظريات باتجاهات صاحبها ومنهجه في إثبات المتغير الذي يقوم على دراسته، وهذه النظريات:



 1- نظرية "وليان جيمس":

يعتبر وليام جيمس (1910- 1824)، واحد من المؤسسين للسيكولوجيا العلمية الحديثة. وهو من الأوائل ممن اشتغلوا على مفهوم تقدير الذات واعتبر أن الشخص ذو المؤهلات الجد المحدودة، يمكن أن يكون له موهبة كافية ومتينة مقارنة مع شخص آخر والتي تضمن له النجاح في الحياة و يتمتع هذا الشخص بتقدير كوني يصل إلى الحد المزمن من قدراته الخاصة.
إن تحقيق الذات وتحقير الذات حسب "و. جيمس" لا يتعلق فقط بنجاحاتنا ولكن أيضا بمعيار أحكامنا على هذه النجاحات.
يرى" و.جيمس" أن تقدير الذات هو ناتج العلاقة بين نجاحاتها وإنجازاتها وما نطمح له في مختلف ميادين الحياة، بعبارة أخرى فإن نظرية" وليم جيمس" في تقدير الذات تقوم على العلاقة الموجودة بين ما نحن عليه، وما نود أن تكون عليه، وقد لخصها وليام بالمعادلة التالية:
                     تقدير الذات = النجاح   
                                       الطموح


2- نظرية "روزنبرغ" :

 تدور أعمال روزنبرغ حول محاولة دراسة نمو وارتقاء سلوك تقييم الفرد لذاته، وذلك من خلال المعايير السائدة في الوسط الاجتماعي المحيط به. وقد اهتم بصفة عامة بتقييم المراهقين لذواتهم، وأوضح أنه عندما نتحدث عن التقدير المرتفع للذات فنحن نعني أن الفرد يحترم ذاته ويقيمها بشكل مرتفع، بينما تقدير الذات المنخفض أو المتدني يعني رفض الذات أو عدم الرضى عنها. لذا نجد أن أعمال روزنبرج قد دارت حول دراسة نمو وارتقاء سلوك تقييم الفرد لذاته وسلوكه من زاوية المعايير السائدة في الوسط الاجتماعي المحيط بالفرد، وبشكل خاص دور الأسرة في تقدير الفرد لذاته.
وعمل روزنبرغ على توضيح العلاقة بين تقدير الذات الذي يتكون في إطار الأسرة، وأساليب السلوك الاجتماعي للفرد مستقبلا
واعتبر أن تقدير الذات مفهوما يعكس اتجاه الفرد نحو نفسه. وطرح فكرة أن الفرد يكون اتجاها نحو كل الموضوعات التي يتعامل معها وما الذات إلا أحد هذه الموضوعات، ويكون الفرد نحوها إتجاها لا يختلف كثير عن الاتجاهات التي يكونها نحو الموضوعات الأخرى. ولكنه فيما بعد عاد واعترف بان اتجاه الفرد نحو ذاته يختلف ولو من الناحية الكمية، عن اتجاهاته نحو الموضوعات الأخرى
وهكذا يؤكد روزنبرغ على أن تقدير الذات هو" التقييم الذي يقوم به الفرد و يحتفظ به عادة لنفسه" وهو يعبر عن اتجاه الاستحسان أو الرفض




3- نظرية "كوبرسميث":

 درس" كوبر سميث" تقدير الذات عند أطفال ما قبل المدرسة، ويرى أن تقدير الذات يتضمن كلا من عمليات تقييم الذات وردود الأفعال والاستجابات الدفاعية. وعلى عكس روزنبرغ لم يحاول كوبرسميث أن يربط أعماله في تقدير الذات بنظرية أكبر وأكثر شمولا ، ولكنه ذهب إلى أن تقدير الذات مفهوم متعدد الجوانب...
ويقسم كوبر سميت تعبير الفرد عن تقديره لذاته إلى قسمين:
ـ التعبير الذاتي وهو إدراك الفرد لذاته ووصفه لها.
ـ التعبير السلوكي وهو يشير إلى الأساليب السلوكية التي تفصح عن تقدير الفرد لذاته، التي تكون متاحة للملاحظة الخارجية.
ويميز كوبر سميت بين نوعين من تقدير الذات: تقدير الذات الحقيقي، ويوجد عند الأفراد الذين يشعرون بالفعل أنهم ذوي قيمة. وتقدير الذات الدفاعي ويوجد عند الأفراد الذين يشعرون أنهم غير ذوي قيمة، وقد افترض في سبيل ذلك أربع مجموعات من المتغيرات تعمل كمحددات لتقدير الذات وهي: النجاحات، القيم، الطموحات والدفاعات، وقد بين أن هناك ثلاثة من حالات الرعاية الوالدية تبدو له مرتبطة بنمو المستويات الأعلى من تقدير الذات وهي: تقبل الطفل من جانب الآباء، وتدعيم سلوك الأطفال الإيجابي من جانب الآباء، واحترام مبادرة الأطفال وحريتهم في التعبير من جانب الآباء





4- نظرية" زيلر":


تفترض نظرية" زيلر" أن تقدير الذات ينشأ ويتطور بلغة الواقع الاجتماعي. أي ينشأ داخل الإطار الاجتماعي للمحيط الذي يعيش فيه الفرد، لدى ينظر" زيلر" إلى تقدير الذات من زاوية نظرية المجال للشخصية.ويؤكد أن تقييم الذات لا يحدث ـ في معظم الحالات ـ إلا في الإطار المرجعي الاجتماعي. ويصف زيلر تقدير الذات بأنه تقدير يقوم به الفرد لذاته ويلعب دور المتغير الوسيط أو أنه يشغل المنطقة المتوسطة بين الذات والعالم الواقعي. وعليه فعندما تحدث تغييرات في بيئة الشخص الاجتماعية فإن تقدير الذات هو العامل الذي يحدد نوعية التغيرات التي ستحدث في تقييم الفرد لذاته تبعا لذلك. وتقدير الذات ـ طبقا لزيلر ـ مفهوم يربط بين تكامل الشخصية من ناحية وقدرة الفرد على أن يستجيب لمختلف المثيرات التي يتعرض لها من ناحية أخرى ولذلك فإن افتراض أن الشخصية التي تتمتع بدرجة عالية من التكامل، تحظى بدرجة عالية من تقدير الذات، وهذا يساعدها في أن تؤدي وظائفها بدرجة عالية من الكفاءة في الوسط الاجتماعي الذي توجد فيه. وقد ساهم زيلر بهذا في اغناء وبناء مفهوم " تقدير الذات الاجتماعي"






0 التعليقات